دِيَار الصَّبْر . .
ياعارفاً دُرُوب دِيَار الصَّبْر . .
كَيْف السَّبِيلَ إلَيْهِ . .
دُلَّنِي . .
أَنَا سَرَتْ فِي أَرْضِ اللهِ لَمْ أَجِدْهَا . .
وَرَكِبَت أَمْواج الْبِحَار تتقاذفني عَلَى شواطئ الْجَوَى . .
مِنْ حَضْرَمَوْتَ إلَى . .
يُمْنِي . .
تَمَزَّق سَوَادَ اللّيْلِ بِضِيَاء نُجُومُه . .
يَنْبَلِج السِّحْر . . يَأْذَن لخيوط الشَّمْس . .
يلفحني لَهِيبُهَا . .
جَفّ رِيقِي والوذ بِذِكْرِهَا . .
عَسَى مِنْ الْهَجِير . .
تظللني . .
أمزق الْأَوْرَاق وأنثرهاعلى نَافِذَةٌ الرُّوح . . وَأُعِيد الْحَرْف إلَى مِدَادُه . .
ثَلْماً حسيراً . . يَعُودُ عَلَى أَسْطُرَه . .
لايفقه شَيْئًا . . وَلَا يَسْتَطِيعُ عَنْ مَا أُرِيدُ . . يَسْأَلُنِي . .
اُكْتُب وتنفرط عُقْدَة أفكاري . .
حَبَّات مَسْبَحَة بِيَد عَابِد يلملمها . .
مِنْ أَيْنَ أَبَدًأ فِي الْوَصْفِ كَيْفَ . . وَأَخْشَى . .
إن أَغْفَلْت شَيْئًا مِنْهُ عَادَ الْقَلْب . .
يعذلني . .
إن وَصَفْت الشَّعْر الْمَنْثُور عَلَى نَاصِيَتِهِ . .
عَادَتْ إلَى مُهْجَتِي سِهَام مِن اللَّحْظ . .
كَأن سَوَادِ عَيْنَيْهِ شِهَابٍ فِي دُجَى اللَّيْل . .
يرصدني . .
يَتَهادَى فِي مِشْيَتِهِ كَأَنَّه غُصْن بِآن . .
يَتَمَايَل مَع الْهَوَى إنْ اسْتَقَامَ كَأَنَّه زَان . .
وَإِن انْحَنَى تَكَاد منحنياته تَفَتَّك بِي . .
تُرْهِقْنِي . .
وَلَه عَبِير إنْ مَرَّ عَلَى دِيَارِنَا . .
إنْ ذَكَرَتْ رَائِحَة الْوَرْد وَالنِّرْجِس ذَوِى . .
رُبَّمَا رَائِحَة الْمَطَرُ وَهُوَ يُعَانِق الثَّرَى . .
عطور فَرَنْسَا لَو اِعْتَصَرْت . .
أَطيل شمه ورئتاي. .
تَخْذُلْنِي . .
وَإِن لاَحَ مِنْهُ جَبِين كَأَنَّه شَمْسِ الضُّحَى . .
لايشبه سِوَى . . أَنَّه الْبَدْرِ فِي عَتَمَة الليْل سَرَى . .
وَلَا أُطِيل النَّظَرُ إلَيْهِ . . أَخْشَى مِنْ الْحَيَاءِ . . لَكِن حَسَنَه . .
يرغمني . .
لَه رِقَّةٌ إنْ مَرّ ببَنَانِه حَجَر الصُّوَان . .
يفتته إِلَى غُبَارِ الطَّلْعِ فِي الأفنان . .
نُعُومَة النَّدَى عَلَى أَوْرَاقِ السُّنْدُس إنْ لَامَسَ بَدَنِي يَكَاد . .
يزهرني . .
و خافِقِي دَقَّاتِه وَجِلَّه تَصِل عَنَانَ السَّمَاءِ . .
وَيُفر هَمِّي سَرَب الْقَطَا إلَى الْفَضَاءِ . .
وَيَنْقَبِض النَّفْسِ فِي صَدْرِي . .
يَكَاد يخنقني . .
إنْ غَابَ عَنِّي أذوب إلَيْه حَسْرَة . .
وَيَضْطَرِم فِي لُجَّةِ رُوحِي بَحْرٌ هَائِجٌ . .
وَفِي الْعُيُونِ إلَيْه عِبْرَة تَبَلَّل ثِيَابِي . .
تغرقني . .
أَنَا الْمَعْنَى أبْحَث فِي الدُّرُوبِ عَن قَاتِلِي .
وَلَسْت أَشْكُوَه وَلَكِنْ مِنْ أَضَاع فِي الْبَيْدَاء رَاحِلَتِه يَهُون عَلَيْه . . مصابي سَلُوه بِاَللَّه . .
ينصفني . .
كَفَى بِه ظُلْمًا يَمُنَّ عَلَيَّ بِنَظَرِه . .
واذوب عَلَيْهِ كَانَ بِي مِنْ السُّكَّرِ نَشْؤُه . .
أصحو وافتقده فاتلو اسْمُه فَيَعُود . .
يثملني . .
مَاذَا جَنَيْت مِن عِشْقِي وَمَن ولعي . .
كَأَنِّي ربيته فِي حَنَايَا الرُّوحُ مِنْ طُفُولَتِه . .
فَلَمَّا شَبّ وَعَلَا صَدْرِه تَغَنَّج وَتَعَمَّد أَن . .
يهجرني . .
وأصرع إنْ مَرَّ ذِكْرُهُ كَانَ بِي خَبَالَه . .
وَمَا خَشِيت حَدِيثِ النَّاسِ فِي عزلتي . .
وَلَكِنِّي أَغَار عَلَيْهِ مِنْ نَفْسِي وَأَسْمَع عَيْنِي
تَقُول لاذني حلفتك بِاَللَّهِ أَنْ . .
تسترني .
هَائِمًا فِي الْبَيْدَاء أطارد رَيّم الفلا . .
تَرَيُّثٌ لَدَيّ وَصِيَّةٌ إلَى مَنْ يشبهك فِي الحَلأ . .
إنْ عَادَ يَوْمًا قِفَار إِطْلالٌ مُهْجَتِي . .
يَكْفِي يَلُوحُ مِنْ بَعِيدٍ . .
يَقْتُلْنِي
Khaleflattef....✍